للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)). [آل عمران: ٦٤].

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ) هذا الخطاب يعم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ومن جرى مجراهم (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ) والكلمة تطلق على الجملة المفيدة كما قال هاهنا.

• اختلف في المراد بأهل الكتاب هنا:

فقيل: نصارى نجران.

وقيل: اليهود.

وقيل: اليهود والنصارى.

قال الطبري: وإنما قلنا عنى بقوله (يا أهل الكتاب) أهلَ الكتابين، لأنهما جميعًا من أهل الكتاب، ولم يخصص جل ثناؤه بقوله (يا أهل الكتاب) بعضًا دون بعض، فليس بأن يكون موجَّهًا ذلك إلى أنه مقصود به أهلُ التوراة، بأولى منه بأن يكون موجهًا إلى أنه مقصود به أهل الإنجيل، ولا أهل الإنجيل بأولى أن يكونوا مقصودين به دُون غيرهم من أهل التوراة. وإذ لم يكن أحدُ الفريقين بذلك بأولى من الآخر لأنه لا دلالة على أنه المخصوص بذلك من الآخر، ولا أثر صحيح فالواجب أن يكون كل كتابيّ معنيًّا به. لأن إفرادَ العبادة لله وحدَه، وإخلاصَ التوحيد له، واجبٌ على كل مأمور منهيٍّ من خلق الله. واسم"أهل الكتاب"، يلزم أهل التوراة وأهل الإنجيل، فكان معلومًا بذلك أنه عني به الفريقان جميعًا.

ثم وصفها:

(سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) أي: عدل، نستوي نحن وأنتم فيها.

• قال الجصاص: قَوْله تَعَالَى (كَلِمَةٍ سَوَاءٍ) يَعْنِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ: كَلِمَةِ عَدْلٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ نَتَسَاوَى جَمِيعًا فِيهَا؛ إذْ كُنَّا جَمِيعًا عِبَادَ اللَّهِ.

ثم فسرها بقوله:

(أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ) وحده سبحانه، محبة وتعظيماً.

(وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) لا وَثَناً، ولا صنماً، ولا صليباً ولا طاغوتاً، ولا نارًا، ولا شيئًا، بل نُفْرِدُ العبادة لله وحده لا شريك له، وهذه دعوة

جميع الرسل:

قال الله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ).

وقال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ).

• والشرك: تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>