• وقال السعدي: قوله تعالى (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) فلم يقل (مطهرة من العيب الفلاني) ليشمل جميع أنواع التطهير، فهن مطهرات الأخلاق، مطهرات الخلق، مطهرات اللسان، مطهرات الأبصار، فأخلاقهن، أنهن عرب متحببات إلى أزواجهن بالخلق الحسن، وحسن التبعل، والأدب القولي والفعلي، ومطهر خلقهن من الحيض والنفاس والمني، والبول والغائط، والمخاط والبصاق، والرائحة الكريهة، ومطهرات الخلق أيضا، بكمال الجمال، فليس فيهن عيب، ولا دمامة خلق، بل هن خيرات حسان، مطهرات اللسان والطرف، قاصرات طرفهن على أزواجهن، وقاصرات ألسنتهن عن كل كلام قبيح.
• ذكر هنا تعالى صفة من صفات نساء الجنة، ومن صفاتهن:
أولاً: مطهرات. كما في هذه الآية.
قال ابن القيم: ووصفهن بالطهارة فقال: (ولهم فيها أزواج مطهرة) طهرن من الحيض والبول والنجو (الغائط) وكل أذى يكون في نساء الدنيا، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم.
ثانياً: كواعب أتراباً.
قال تعالى (وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً).
الكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثديها، والأتراب: المتقاربات في السن.
ثالثاً: أبكاراً.
قال تعالى (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً. فجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً. عُرُباً أَتْرَاباً).
أبكاراً: يعني أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، العرب: المتحببات لأزواجهن.
قال ابن كثير رحمه الله: قوله (عُرُباً): قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني: متحببات إلى أزواجهن، وعن ابن عباس: العُرُب العواشق لأزواجهن، وأزواجهن لهن عاشقون.