(وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ) أي: واختاروا العذاب بالمغفرة، وهو ما تعاطوه من أسبابه المذكورة وهو كتم العلم.
(فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) هذه الآية للتعجب، قال الطبري: أي: ما أجرأهم على النار، أي: ما أجرأهم على عذاب النار وأعملهم بأعمال أهلها.
• وقال ابن كثير: يخبر تعالى أنهم في عذاب شديد هائل يتعجب من رآهم فيها من صبرهم على ذلك مع شدة ما هم فيه من العذاب والنكال والأغلال عياذاً بالله من ذلك. [تفسير ابن كثير: ١/ ١٩٢].
وقيل: إن (ما) استفهامية، والمعنى: ما الذي أصبرهم على النار؟ والقول الأول هو الصحيح وهو مذهب الجمهور كما ذكر ذلك الشوكاني.
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) أي: ذلك العذاب الذي يجازون به بسبب كتمهم للكتاب، بسبب أن الله أنزل الكتاب -التوراة - بالحق، فكفروا به واختلفوا فيه.
وقيل: المراد ب (الكتاب) جنس الكتب ويشمل التوراة والإنجيل والقرآن.
(وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ) قيل: المراد بالكتاب التوراة، والذين اختلفوا فيه هم اليهود والنصارى، وقيل: المراد بالكتاب القرآن، والذين اختلفوا فيه هم اليهود والنصارى والمشركين، فبعضهم يقول: هو سحر، وبعضهم يقول: هو شعر، وبعضهم يقول: كهانة.
(لَفِي شِقَاقٍ بَعِيد) أي: في خلاف بعيد عن الحق والصواب مستوجب لأشد العذاب.
[الفوائد]
١ - تحريم كتم العلم.
٢ - أن كتم العلم من صفات اليهود.
٣ - عظم جرم كتم العلم.
٤ - وجوب نشر العلم.
٥ - أن الكتب منزلة من عند الله.
٦ - علو الله عز وجل.
٧ - أن متاع الدنيا قليل ولو كثر.
٨ - خطر فتنة الدنيا، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- (فاتقوا الدنيا .. ).
٩ - إقامة العدل في الجزاء.
١٠ - إثبات الكلام لله تعالى.