(وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) تحريض على الجهاد في سبيل الله، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة
المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب، وسيفتنونهم عن الدين، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده. [قاله القرطبي].
• الاستفهام للحث والتحريض على الجهاد.
(وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) عطف على اسم الله والمعنى، ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله، وفي سبيل استنقاذ المستضعفين من الأسر، ويحتمل: أن يكون منصوباً على الاختصاص، أي: ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله وأخص المستضعفين فإنهم من أعظم ما يصدق عليهم سبيل الله، وعلى هذا القول يكون استنقاذ المستضعفين أحد الأسباب التي من أجلها يقوم الجهاد.
• قال القرطبي: قوله تعالى (والمستضعفين) عطف على اسم الله عزّ وجلّ، أي وفي سبيل المستضعفين، فإن خلاص المستضعفين من سبيل الله، وهذا اختيار الزَجّاج وقاله الزُّهري.
وقال محمد بن يزيد: أختارُ أن يكون المعنى وفي المستضعفين فيكون عطفا على السبيل؛ أي وفي المستضعفين لاستنقاذهم؛ فالسبيلان مختلفان.
• قال القرطبي: ويعني بالمستضعفين من كان بمكة من المؤمنين تحت إذلال كفرة قريش وأذاهم، قال ابن عباس: كنت أنا وأمي من المستضعفين.
• وقال ابن عاشور: و (المستضعفون) الذين يعدّهم الناس ضعفاء، وأراد بهم من بقي من المؤمنين بمكة من الرجال الذين منعهم المشركون من الهجرة بمقتضى الصلح الذي انعقد بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين سفير قريش سهيل بن عمرو؛ إذ كان من الشروط التي انعقد عليها الصلح: أنّ من جاء إلى مكة من المسلمين مرتداً عن الإسلام لا يردّ إلى المسلمين، ومن جاء إلى المدينة فارّاً من مكة مؤمناً يردّ إلى مكة، ومن المستضعفين الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة.