للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورجح الطبري أنها في أهل الكتاب، لأن السياق فيهم.

وقال الرازي: واعلم أن الأولى أن يحمل على الكل، لأن جميع هذه الأمور مشتركة في قدر واحد، وهو أن الإنسان يأتي بالفعل الذي لا ينبغي ويفرح به، ثم يتوقع من الناس أن يصفوه بسداد السيرة واستقامة الطريقة والزهد والاقبال على طاعة الله.

وقال الشوكاني: وقد اختلف في سبب الآية، والظاهر شمولها لكل من حصل منه ما تضمنته عملاً بعموم اللفظ، فمن فرح بما فعل وأحب أن يحمده الناس بما لم يفعل فلا تحسبنه بمفازة من العذاب.

• قال السعدي: ويدخل في هذه الآية الكريمة أهل الكتاب الذين فرحوا بما عندهم من العلم، ولم ينقادوا للرسول، وزعموا أنهم هم المحقون في حالهم ومقالهم، وكذلك كل من ابتدع بدعة قولية أو فعلية، وفرح بها، ودعا إليها، وزعم أنه محق وغيره مبطل، كما هو الواقع من أهل البدع.

ودلت الآية بمفهومها على أن من أحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق، إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة، أنه غير مذموم، بل هذا من الأمور المطلوبة، التي أخبر الله أنه يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواص خلقه، وسألوها منه.

كما قال إبراهيم عليه السلام (واجعل لي لسان صدق في الآخرين).

وقال (سلام على نوح في العالمين، إنا كذلك نجزي المحسنين).

وقد قال عباد الرحمن (واجعلنا للمتقين إماماً) وهي من نعم الباري على عبده، ومننه التي تحتاج إلى الشكر. (تفسير السعدي).

فائدة: قال المروذي: قلت لأبي عبد الله: قال لي رجل: من هنا إلى بلاد الترك يدعون لك، فكيف تؤدي شكر ما أنعم الله عليك، وما بث لك في الناس؟ فقال أسأل الله أن لا يجعلنا مرائين.

[الفوائد]

١ - تحذير من يفرح بما أتى فرح منةٍ أو فرح غدر وخيانة كالمنافقين.

٢ - التحذير من محبة الإنسان أن يحمد بما لم يفعل.

٣ - أن من كان على هذه الحال فلن ينجو من العذاب.

٤ - الحذر من الرياء ومن التظاهر بالصلاح وهو على خلاف ذلك.

٥ - حب الإنسان للمدح.

<<  <  ج: ص:  >  >>