(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ) تقدم شرحها.
(وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ) أي: ويقتلون أنبياء الله بغير سبب ولا جريمة، وهم اليهود.
• قوله تعالى (بغيرِ حق) هذه صفة كاشفة وليست مقيدة.
• قال ابن عاشور: والمقصود من هذه الحال زيادة تشويه فعلهم.
(وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ) أي: ويقتلون الدعاة إلى الله الذين يأمرون بالخير والعدل.
• قال ابن عطية: والآية توبيخ للمعاصرين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمساوئ أسلافهم وببقائهم أنفسهم على فعل ما أمكنهم من تلك المساوئ لأنهم كانوا حريصين على قتل محمد -صلى الله عليه وسلم-.
• قال الرازي: سؤال إذا كان قوله (إِنَّ الذين يَكْفُرُونَ بآيات الله) في حكم المستقبل، لأنه وعيد لمن كان في زمن الرسول -عليه السلام- ولم يقع منهم قتل الأنبياء ولا القائمين بالقسط فكيف يصح ذلك؟
فالجواب من وجهين:
الأول: أن هذه الطريقة لما كانت طريقة أسلافهم صحت هذه الإضافة إليهم، إذ كانوا مصوبين وبطريقتهم راضين، فإن صنع الأب قد يضاف إلى الابن إذا كان راضياً به وجارياً على طريقته.
الثاني: إن القوم كانوا يريدون قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقتل والمؤمنين إلا أنه تعالى عصمه منهم، فلما كانوا في غاية الرغبة في ذلك صح إطلاق هذا الاسم عليهم على سبيل المجاز، كما يقال: النار محرقة، والسم قاتل، أي ذلك من شأنهما إذا وجد القابل، فكذا ههنا لا يصح أن