(وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) أي: بحسب إخلاصه في عمله.
وقال -صلى الله عليه وسلم- قال (والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف … ) رواه البخاري.
قال ابن رجب: ومضاعفة الأجر بحسب كمال الإسلام، وبكمال وقوة الإخلاص في ذلك العمل.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (الرجل تطوعاَ حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس بخمس وعشرين درجه) رواه ابن ماجة وصححه الألباني
• وقال السعدي: وذلك بحسب ما يقوم بقلب المنفق من الإيمان، والإخلاص التام، وفي ثمرات نفقته ونفعها، فإن بعض طرق الخيرات يترتب على الإنفاق فيها منافع متسلسلة، ومصالح متنوعة، فكان الجزاء من جنس العمل.
قال القرطبي: اختلف العلماء في معنى قوله (والله يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ) فقالت طائفة: هي مبيِّنة مؤكدة لما تقدّم من ذكر السبعمائة، وليس ثمَّ تضعيف فوق السبعمائة.
وقالت طائفة من العلماء: بل هو إعلام بأن الله تعالى يضاعف لمن يشاء أكثر من سبعمائة ضعف.
قلت: وهذا القول أصحُّ لحديث ابن عمر المذكور أوّل الآية.
• وقال ابن عاشور: ومعنى قوله (والله يضاعف لمن يشاء) أنّ المضاعفة درجات كثيرة لا يعلمها إلاّ الله تعالى؛ لأنّها تترتّب على أحوال المتصدّق وأحوال المتصدّق عليه وأوقات ذلك وأماكنه.
وللإخلاص وقصد الامتثال ومحبة الخير للناس والإيثار على النفس وغير ذلك مما يحفّ بالصدقة والإنفاق، تأثير في تضعيف الأجر، والله واسع عليم.
(وَاللَّهُ وَاسِعٌ) الفضل، واسع العطاء، لا ينقصه نائل ولا يحفيه سائل، فلا يتوهم المنفق أن تلك المضاعفة فيها نوع مبالغة، لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيء ولا ينقصه العطاء على كثرته.
• قال ابن القيم (واسع) فلا يستبعد العبد هذه المضاعفة، فإن المضاعِف واسع العطاء، واسع الغنى، واسع الفضل.
(عليم) بمن يستحق هذه المضاعفة ومن لا يستحقها، فيضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته.
[الفوائد]
١ - ضرب الأمثال، وهو تشبيه المعقول بالمحسوس، لأنه أقرب إلى الفهم.
٢ - فضيلة الإنفاق في سبيل الله.
٣ - الإشارة إلى الإخلاص لله في العمل.
٤ - أن ثواب الله وفضله أكثر من عمل العامل.
٥ - حرص الشريعة على نفع الآخرين.
٦ - فضل الكرم والجود.
٧ - ذم البخل.
٨ - إثبات هذين الاسمين من أسماء الله: الواسع، العليم.