أن العلو صفة كمال والسفل صفة نقص، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده.
[وأما الفطرة]
قال شارح الطحاوية: وأما ثبوته بالفطرة فإن الخلق جميعاً بطباعهم وقلوبهم السليمة يرفعون أيديهم عند الدعاء، ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع إلى الله.
[وأما الإجماع]
فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على أن الله فوق سمواته مستو على عرشه.
• قوله (أأمنتم من في السماء).
قد يتوهم واهم أن الله تعالى داخل السماء، وأن السماء تحيط به، كما لو قلنا: فلان في الحجرة، فإن الحجرة تحيط به.
ومنشأ الوهم: ظنه أن (في) التي للظرفية تكون بمعنى واحد في جميع مواردها، وهذا ظن فاسد، فإن (في) يختلف معناها بحسب متعلقها.
فقوله (أأمنتم من في السماء) هذا عند أهل التفسير من أهل السنة على أحد وجهين:
الوجه الأول: أن تكون السماء بمعنى العلو، فإن السماء يراد بها العلو، كما في قوله تعالى (وأنزل لكم من السماء ماء) والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والأرض لا من السماء نفسها.
الوجه الثاني: أن تكون (في) بمعنى (على)، كما جاءت بمعناها في مثل قوله تعالى (فسيروا في الأرض) أي على الأرض وقوله عن فرعون (ولأصلبنكم في جذوع النخل) أي على جذوع النخل.
• فإن قيل ما الجواب عن قوله تعالى (وهو في السماء إله وفي الأرض إله)؟