ورجح هذا القول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقال بعدما رجح هذا القول: أن هذا القرآن لم يأت بكلمات، أو بحروف خارجة عن نطاق البشر، وإنما هي من الحروف التي لا تعدو ما يتكلم به البشر، ومع ذلك فقد أعجزهم
• وأما قول من قال إنما ذكرت ليعرف بها أوائل السور، فهذا ضعيف، لأن الفصل حاصل بدونها.
• وقول من قال: بل ابتدئ بها لتفتح لاستماعها أسماع المشركين إذا تواصوا بالإعراض عن القرآن إذا تلي عليهم، وهذا ضعيف، لأنه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السور لا يكون في بعضها.
• عدد هذه الحروف المقطعة (١٤) حرفاً يجمعها قولهم: نص حكيم قاطع له سر.
• افتتح الله عز وجل (٢٩) سورة بالحروف المقطعة.
(ذَلِكَ الْكِتَابُ) يخبر تعالى أن هذا الكتاب وهو القرآن العظيم لا شك أنه أنزل من عند الله كما قال تعالى في سورة السجدة (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
• قال الرازي: واتفقوا على أن المراد من الكتاب القرآن قال تعالى (كِتَابٌ أنزلناه إِلَيْكَ).
• قوله تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ) أي هذا الكتاب، و (ذلك) تستعمل بمعنى (هذا) كقوله تعالى (ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) أي هذا، وقال بعض العلماء: استعمل ذلك، لما تفيده الإشارة بلام البعد عن علو المنزلة وارتفاع القدر والشأن.
• وسمي القرآن كتاباً:
أولاً: لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ: كما قال تعالى (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ).
ثانياً: لأنه مكتوب في الصحف التي بأيدي الملائكة: قال تعالى (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ. فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ).
ثالثاً: لأنه مكتوب في الصحف التي بأيدينا، ونقرؤه من هذه الكتب.