• قال السعدي: وقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد:
إحداها: العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه.
الثانية: الرسوخ في العلم، وهذا قدر زائد على مجرد العلم، فإن الراسخ في العلم يقتضي أن يكون عالماً محققاً، وعارفا مدققاً، قد علمه الله ظاهر العلم وباطنه، فرسخ قدمه في أسرار الشريعة علماً وحالاً وعملاً.
الثالثة: أنه وصفهم بالإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه، بقوله (يقولون آمنا به كل من عند ربنا).
الرابعة: أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون.
الخامسة: اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية وذلك قوله (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).
السادسة: أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير، واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب.
السابعة: أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه، وهذا هو الموجب للعمل الرادع عن الزلل.
(إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) فالله لا يخلف الميعاد لكمال صدقه وكمال قدرته، لأن الذي يخلف الميعاد إما أن يكون لكذب الواعد، أو لعجزه.
[الفوائد]
١ - مشروعية الدعاء بهذا الدعاء.
٢ - مشروعية تصدير الدعاء باسم الرب.
٣ - سؤال الإنسان ربه ألا يزيغ قلبه.
٤ - أن في صلاح القلب صلاح لجميع الجسد.
٥ - التوسل إلى الله بنعمه.
٦ - التوسل بأسماء الله.
٧ - أن يوم القيامة آت لا ريب فيه.
٨ - تمام قدرة الله بجمع الناس كلهم في هذا اليوم.
٩ - انتفاء صفة خلف الوعد عن الله تعالى.