وقد ذم الله اليهود لأنهم لم يعملوا بعلمهم وشبههم بالحمار يحمل أسفاراً.
قال تعالى (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً).
قال ابن كثير: يقول تعالى ذاماً لليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل ثم لم يعملوا بها: مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفاراً، أي كمثل الحمار إذا حمل كتباً لا يدري ما فيها، فهو يحملها حملاً حسياً ولا يدري ما عليه، وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي أوتوه حفظوه لفظاً ولم يتفهموه ولا عملوا بمقتضاه، بل أولوه وحرفوه وبدلوه فهم أسوأ حالاً من الحمير، لأن الحمار لا فهم له، وهؤلاء لهم فهم لم يستعملوه.
ومن لم يعمل بعلمه فإنه سيكون حجة عليه.
كما جاء في الحديث (لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها .. وعن علمه ماذا عمل به).
وقال بعض السلف:(من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم).
والذي يعمل بعلمه يثبت علمه.
[نماذج مشرقة في تطبيق العمل بالعلم]
١ - عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- عن أبيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً) رواه البخاري ومسلم
٢ - ولما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- علياً وفاطمة: أن يسبحا ثلاثاً وثلاثين ويحمدا ثلاثاً وثلاثين ويكبرا أربعاً وثلاثين وقال: (فهو خير لكما من خادم) قال علي -رضي الله عنه-: ما تركته منذ سمعته من النبي -صلى الله عليه وسلم-، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين. رواه مسلم
٣ - عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه؛ يبيت ثلاث ليالٍ إلا ووصيته مكتوبة) قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك إلا وعندي وصيتي). رواه مسلم
٤ - قال البخاري: ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة حرام، إني لأرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت