[ومنها: إذا عثر المرء أو عثرت دابته.]
لحديث رجل قال (كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فعُثِر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب) رواه أبو داود.
[ومنها: عند وضع الميت في قبره.]
لحديث ابن عمر (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله، وعلى سنة رسول الله) رواه أبو داود.
• وقد اختلف العلماء في البسملة في أول السور هل هي من السورة أم لا؟
[القول الأول: هي آية من سورة الفاتحة، ومن كل سورة.]
وهذا مذهب الشافعي.
لحديث أنس قال (بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بين أظهرنا بالمسجد، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسماً فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: نزلت علي آنفاً سورة، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر) رواه مسلم.
[القول الثاني: ليست من الفاتحة ولا من أول سورة بل هي آية مستقلة نزلت للفصل بين السور.]
وهذا مذهب الحنفية واختيار ابن تيمية.
لحديث أبي هريرة. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (قال تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، … ) رواه مسلم.
فالرسول -صلى الله عليه وسلم- بدأ بقوله: الحمد لله رب العالمين، دون بسم الله الرحمن الرحيم، ولو كانت البسملة من الفاتحة لبدأ بها لا بالحمد.
ولحديث أبي هريرة. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن سورة من القرآن من ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: تبارك الذي بيده الملك) رواه الترمذي.
فالرسول -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن مقدار سورة الملك ثلاثون آية، وقد اتفق القراء وغيرهم على أنها ثلاثون آية سوى البسملة، ولو كانت منها لكانت إحدى وثلاثين، وهو خلاف قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وهذا القول هو الصحيح.
فائدة الخلاف: أن من قال أنها آية من أول كل سورة قال بوجوب قراءتها قبل الفاتحة في الصلاة، لأنها إحدى آياتها، ومن لم يقل بأنها آية من أول كل سورة لم يقل بذلك.