رابعاً: الدعوة إلى الله.
قال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ).
وقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ).
خامساً: إقامة الحجة.
وقال تعالى (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
وقال تعالى (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى).
وعندما يصيحون بالنار بعد أن يحيط بهم العذاب من كل جانب وينادون ويصرخون تقول لهم خزنة جهنم: كما قال تعالى (قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ).
• قوله (النَّبِيِّينَ) النبي مشتق من النبأ، وهو الخبر، قال تعالى (عم يتساءلون عن النبأ العظيم)، وإنما سمي النبي نبياً لأنه مخبرٌ مخبَر، أي: أن الله أخبره وأوحى إليه.
وقيل: مشتق من النبْوة، وهي ما ارتفع من الأرض.
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والتحقيق أن هذا المعنى - أي العلو والارتفاع - داخل في الأول، فمن أنبأه الله فلا يكون إلا رفيع القدر علياً.
• واختلف العلماء في الفرق بين الرسول والنبي:
فجماهير العلماء يرون أن الرسول: من أوحي إليه بشرع وأمِر بتبليغه، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
والدليل على التفريق قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ).
وشيخ الإسلام يرى: أن الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، أو من أوحي إليه بشرع من قبله ولكنه بعث إلى قوم مخالفين يدعوهم إلى هذا الشرع الذي معه، وأما النبي فهو المبعوث لتقرير شرع من قبله، فالنبي مأمور بالبلاغ، لكنه يبلغه لقوم مؤمنين كأكثر أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يعملون بالتوراة من بعد موسى.
(وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ) أي: وأنزل مع كل نبي كتاب، فالكتاب هنا جنس يشمل جميع الكتب.
وقد قال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ).