(كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ) أي: كل الأطعمة كانت حلالاً لبني إسرائيل.
والطعام: مصدر بمعنى المطعوم، والمراد به هنا كل ما يطعم ويؤكل.
وحلا: مصدر أيضاً بمعنى حلالاً، والمراد الإخبار عن أكل الطعام بكونه حلالاً، لا نفس الطعام، لأن الحل كالحرمة مما لا يتعلق بالذوات.
(إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ) أي: إلا ما حرمه يعقوب على نفسه وهو لحم الإبل ولبنها، ثم حرمت عليهم أنواع من الأطعمة كالشحوم وغيرها عقوبة على معاصيهم.
وإسرائيل: هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
(مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ) أي: كانت حلالاً لهم قبل نزول التوراة.
(قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) أي: قل لهم يا محمد ائتوني بالتوراة واقرأوها عليّ إن كنتم صادقين في دعواكم أنها لم تحرم عليكم بسبب بغيكم وظلمكم.
ومعنى الآية: قال بعض العلماء: كل أنواع الأطعمة كانت حلالاً لبنى إسرائيل قبل نزول التوراة إلا شيئاً واحداً كان محرماً عليهم قبل نزولها
وهو ما حرمه أبوهم إسرائيل على نفسه، فإنهم حرموه على أنفسهم اقتداء به، فلما أنزل اللّه التوراة حرم عليهم فيها بعض الطيبات بسبب بغيهم وظلمهم.
هذا هو الحق الذي لا شك فيه، فإن جادلوك يا محمد في هذه المسألة فقل لهم على سبيل التحدي: أحضروا التوراة فاقرءوها ليتبين الصادق منا من الكاذب، إن كنتم صادقين في زعمكم أن ما حرمه اللّه عليكم فيها كان محرماً على نوح وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام.