(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ) أي بجوارحكم، بفعل ما أمركم به، وترك ما نهاكم عنه.
(وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا) أي: اتركوا ما بقي من الربا، مما لم يقبض وإن كان معقوداً عليه.
وهذا في مقابل قوله تعالى (فله ما سلف) أي: فله ما سلف قبضه قبل نزول التحريم، دون ما لم يقبض قبل ذلك فيجب تركه.
• قال ابن عاشور: ومعنى (وذروا ما بقي من الربا) الآية اتركوا ما بقي في ذمم الذين عاملتموهم بالربا، فهذا مقابل قوله (فله ما سلف) فكان الذي سلفَ قبضُه قبل نزول الآية معفواً عنه وما لم يقبض مأموراً بتركه.
• وقال رحمه الله: وأمروا بتقوى الله قبل الأمر بترك الربا لأنّ تقْوَى الله هي أصل الامتثال والاجتناب؛ ولأن ترك الربا من جملتها، فهو كالأمرِ بطريق برهاني.
(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي: صادقين في إيمانكم فاتقوا الله وذروا ما بقي من الربا.
(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) أي: فإن لم تذروا ما بقي من الربا.
(فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) أي: فاعلموا بحرب من الله ورسوله.
وهذه الآية من أشد التهديد وأعظم الوعيد في تحريم الربا.
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال (يقال يوم القيامة لآكل الربا: خذ سلاحك للحرب، ثم قرأ: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).