(وَالْمُؤْمِنُونَ) قيل: من أهل الكتاب، وقيل: من المهاجرين والأنصار.
• قال ابن عاشور: والمراد بالمؤمنين في قوله (والمؤمنون) الذين هداهم الله للإيمان من أهل الكتاب، ولم يكونوا من الراسخين في العلم منهم، مثل اليهودي الذي كان يخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآمنَ به.
(يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ) وهو القرآن
(وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ) أي: ويؤمنون بالكتب التي أنزلها على من قبلك من الأنبياء والرسل.
(وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ) قيل: هو مخفوض عطفا على قوله (بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ) يعني: وبالمقيمين الصلاة.
وكأنه يقول: وبإقامة الصلاة، أي: يعترفون بوجوبها وكتابتها عليهم، أو أن المراد بالمقيمين الصلاة الملائكة، وهذا اختيار ابن جرير، يعني: يؤمنون بما أنزل إليك، وما أنزل من قبلك، وبالملائكة، وفي هذا نظر.
قال ابن جرير: فيكون تأويل الكلام (وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ) يا محمد من الكتاب (وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ) من كتبي (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ) أي: بالملائكة الذين يقيمون الصلاة.
(وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) لأهلها كما في قوله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
• وقد اشتملتا (الصلاة والزكاة) على الإخلاص للمعبود، والإحسان إلى العبيد.
(وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) بوجوده وربوبيته وألوهيته واسمائه وصفاته.
(وَالْيَوْمِ الآخِرِ) أي: ويؤمنون بالبعث بعد الموت، والجزاء على الأعمال خيرها وشرها، وصف بذلك لأنه لا يوم بعده.
(أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً) أي: ثواباً عظيماً، لأنهم جمعوا بين العلم والإيمان، والعمل الصالح، والإيمان بالكتب، والرسل السابقة واللاحقة.
[الفوائد]
١ - إثبات الأسباب.
٢ - أن الظلم والمعاصي سبب لمنع الخير.
٣ - أن الأمر إلى الله تحريماً وتحليلاً.
٤ - التحذير من الصد عن سبيل الله.
٥ - تحريم الربا.
٦ - أن من يأكل الربا ففيه شبه من اليهود.
٧ - أن الحجة لا تقوم إلا بعد بلوغها.
٨ - تحريم أكل أموال الناس بالباطل.
٩ - تمام عدل الله تعالى.
١٠ - فضيلة الرسوخ في العلم.
١١ - أن من أهل الكتاب من هو مؤمن.
١٢ - أن القرآن كلام الله.
١٣ - علو الله تعالى.
١٤ - فضيلة إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
١٥ - فضيلة الإيمان بالله واليوم الآخر.