• قوله (ولا تأكلوا أموالهم … ) جاء بلفظ الأكل مع أن النهي عن جميع صور أخذ مال اليتيم، لأن الهدف من جمع المال غالباً هو الأكل، ولذلك في كثير من الآيات عندما ينهى الله عن أخذ المال الحرام، دائماً يذكر ذلك بالأكل، كما قال تعالى (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) وقوله تعالى (كلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ).
• قال ابن عاشور: والأكل استعارة للانتفاع المانع من انتفاع الغير وهو الملك التامّ، لأنّ الأكل هو أقوى أحوال الاختصاص بالشيء لأنّه يحرزه في داخل جسده، ولا مطمع في إرجاعه، وضمّن (تأكلوا) معنى تضمّوا فلذلك عدي بإلى أي: لا تأكلوها بأن تضمّوها إلى أموالكم.
(كَانَ حُوباً كَبِيراً) أي: أي ذنباً كبير، كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً).
• وهذه الجملة تعليلية للنهي في الجملتين السابقتين.
• قال السعدي: فيه تنبيه لقبح أكل مالهم بهذه الحالة، التي قد استغنى بها الإنسان بما جعل الله له من الرزق في ماله، فمن تجرأ على هذه الحالة، فقد أتى (حُوبًا كَبِيرًا) أي: إثمًا عظيمًا، ووزرًا جسيمًا.
[الفوائد]
١ - وجوب حفظ مال اليتيم.
٢ - بيان رحمة الله حيث وصى باليتامى.
٣ - أن اليتيم يملك وملكه تام.
٤ - تحريم ضم مال اليتيم إلى مال الولي إذا كان بقصد إتلافه.
٥ - أن التعدي على مال اليتامى ذنب عظيم ومن كبائر الذنوب.
٦ - ثبوت الولاية على اليتيم.
٧ - جواز إطلاق الخبيث على الرديء على أحد المعنيين. [الاثنين: ٢٧/ ١٢/ ١٤٣٣ هـ].