• سؤال: لم خصا بعض الذرية بالدعاء؟
الجواب: وخصا البعض لما علما من قوله سبحانه (وَمِن ذُرّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وظالم لّنَفْسِهِ) أو من قوله عز شأنه (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظالمين) باعتبار السياق أن في ذريتهما ظلمة وأن الحكمة الإلهية تستدعي الانقسام إذ لولاه ما دارت أفلاك الأسماء ولا كان ما كان من أملاك السماء.
(وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا) اختلف في ذلك: قيل: مذابحنا، وقيل: مناسك حجنا.
• قال السعدي: أي علمناها على وجه الإرادة والمشاهدة، ليكون أبلغ.
ثم قال: يحتمل أن يكون المراد بالمناسك: أعمال الحج كلها، كما يدل عليه السياق والمقام، ويحتمل أن يكون المراد ما هو أعظم من ذلك: وهو الدين كله، والعبادات كلها، كما يدل عليه عموم اللفظ، لأن النسك التعبد، لكن غلب على متعبدات الحج تغليباً عرفياً، فيكون حاصل دعائهما: يرجع إلى التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح.
• هذه من الرؤية البصرية، أي: أنهم يرونها ويشاهدونها، وقيل: من رؤية القلب.
(وَتُبْ عَلَيْنَا) أي: وفقنا للتوبة فنتوب، والتوبة: هي الرجوع من المعصية إلى الطاعة.
• واختلف في معنى قول إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (وتب علينا) وهم أنبياء معصومون:
فقيل: طلبا التثبيت والدوام.
وقيل: أرادا من بعدهما من الذرية.
وقيل: إنهما لما عرفا المناسك وبنيا البيت وأطاعا أرادا أن يبينا للناس أن ذلك الموقف وتلك المواضع مكان التنصل من الذنوب وطلب التوبة.
• وقال الطبري: إنه ليس أحد من خلق الله تعالى إلا وبينه وبين الله تعالى معانٍ يحب أن تكون أحسن مما هي. (المحرر الوجيز)
(إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ) اسم من أسماء الله تعالى.
معناه: التواب على من تاب إليه من عباده المذنبين من ذنوبه.
• وقال السعدي: هو التائب على التائبين أولاً: بتوفيقهم للتوبة، والإقبال بقلوبهم إليه، وهو التائب على التائبين بعد
توبتهم قبولاً لها وعفواً عن خطاياهم.