(وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) يعني وما من أحد من أهل الكتاب.
(إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) أي: بعسيى، وهذا قول أكثر المفسرين وأهل العلم. (تفسير البغوي).
(قَبْلَ مَوْتِهِ) اختلف العلماء في مرجع الضمير؟
فقيل:(قَبْلَ مَوْتِهِ) أي: قبل موت عيسى عليه السلام.
واختار هذا القول ابن جرير وابن كثير وغيرهما.
• قال ابن جرير: وأولى الأقوال بالصحة والصواب قول من قال: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى.
• ورجحه ابن كثير وقال: ولا شك أن هذا الذي قاله ابن جرير رحمه الله هو الصحيح؛ لأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه، وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك، فأخبر الله أنه لم يكن الأمر كذلك، وإنما شبه لهم فقتلوا الشبيه وهم لا يتبينون ذلك، ثم إنه رفعه إليه، وإنه باق حي، وإنه سينزل قبل يوم القيامة، كما دلت عليه الأحاديث المتواترة - التي سنوردها إن شاء الله قريبا - فيقتل مسيح الضلالة، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية - يعني: لا يقبلها من أحد من أهل الأديان، بل لا يقبل إلا الإسلام أو السيف - فأخبرت هذه الآية الكريمة أن يؤمن به جميع أهل الكتاب حينئذ، ولا يتخلف عن التصديق به واحد منهم؛ ولهذا قال (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) أي: قبل موت عيسى، الذي زعم اليهود ومن وافقهم من النصارى أنه قتل وصلب.
• وقال الخازن: وذهب جماعة من أهل التفسير إلى أن الضمير يرجع إلى عيسى السلام وهو رواية عن ابن عباس أيضاً والمعنى وما من أحد من أهل الكتاب إلاّ ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى وذلك عند نزوله من السماء في آخر الزمان فلا يبقى أحد من أهل الكتابين إلاّ من آمن بعيسى حتى تكون الملة واحدة وهي ملة الإسلام.
• وقال الشوكاني: وقد اختار كون الضميرين لعيسى ابن جرير، وقال به جماعة من السلف، وهو الظاهر، والمراد الإيمان به عند نزوله في آخر الزمان، كما وردت بذلك الأحاديث المتواترة.