(أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ) الذين يقتدون بهم ويقتفون أثرهم.
(لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) أي: ليس لهم فهم ولا هداية.
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي: فيما هم فيه من الغي والضلال والجهل.
(كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً) أي: كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها، بل إذا نعق بها راعيها، أي: دعاها إلى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولا تفهمه، بل إنما تسمع صوته فقط.
هذا التأويل الأول للآية: أي: مثل واعظ الذين كفروا الذي يعظهم مع هؤلاء الكفار كمثل صاحب بقر أو غنم أو بهيمة يناديها وينعق بها فتسمع ما يقول لكنها لا تفقه منه شيئاً، واختار هذا ابن كثير.
• قال السعدي: … أخبر تعالى أن مثلهم - عند دعاء الداعي لهم إلى الإيمان - كمثل البهائم التي ينعق لها راعيها، وليس لها علم بما يقول راعيها ومناديها.
وعلى هذا القول يكون المثل قد ضُرب بالمدعو الذي لا يستجيب لا الداعي.
والتأويل الثاني: أن هذا مثل ضرب لهم في دعائهم الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئاً، ورجح هذا ابن جرير.
وعلى هذا القول يكون هذا المثل في حال المشركين مع معبوداتهم، والأول أصح.