للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ) أي: ولو شاء الله لشدد عليكم وشق عليكم وأحرجكم، فيما شرعه لكم من أمر اليتامى وغيره، ومن ذلك أن يحظر عليكم مخالطتهم في طعامهم وشرابهم وأموالهم ولكنه تعالى خفف عنكم، فطلب منكم الإصلاح لليتامى ما استطعتم.

(إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ) له معان العزة كاملة.

(حَكِيمٌ) في أقواله وأحكامه يضع الأمور مواضعها.

• قال أبو حيان: في وصفه تعالى بالعزة، وهو الغلبة والاستيلاء، إشارة إلى أنه مختص بذلك لا يشارك فيه، فكأنه لما جعل لهم ولاية على اليتامى نبههم على أنهم لا يقهرونهم، ولا يغالبونهم، ولا يستولون عليهم استيلاء القاهر، فإن هذا الوصف لا يكون إلاَّ لله.

وفي وصفه تعالى بالحكمة إشارة إلى أنه لا يتعدّى ما أذن هو تعالى فيهم وفي أموالهم، فليس لكم نظر إلاَّ بما أذنت فيه لكم الشريعة، واقتضته الحكمة الإلهية. إذ هو الحكيم المتقن لما صنع وشرع، فالإصلاح لهم ليس راجعاً إلى نظركم، إنما هو راجع لاتباع ما شرع في حقهم.

[الفوائد]

١ - حرص الصحابة على معرفة ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.

٢ - عظم إثم الخمر والميسر.

٣ - أن في الخمر بعض المنافع.

٤ - أن دفع المضار والمفاسد مقدم على جلب المصالح.

٥ - أن الخمر أشد ضرراً على الميسر، لهذا قدم في الذكر.

٦ - أن الإنفاق إنما يكون مما فضل عن حاجة المنفق وأهله.

٧ - فضل الإنفاق.

٨ - أن الحكمة من إنزال الآيات وتبيينها وتفصيلها التفكر في آيات الله.

٩ - عناية الإسلام في اليتامى.

١٠ - الحث على الإصلاح لليتامى في أنفسهم وأموالهم.

١١ - إثبات مبدأ الإخوة الدينية في الإسلام.

١٢ - إثبات علم الله، وفي هذا وعيد للمفسد وتحذير من الإفساد، ووعد للمصلح وترغيب في الإصلاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>