كما قال تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَاماً كَاتِبِينَ).
وقال تعالى (أمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).
• قال الشوكاني: المراد الوعيد لهم، وأن ذلك لا يفوت على الله، بل هو معد لهم ليوم الجزاء.
(وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) أي: ونكتب جريمتهم الشنيعة بقتل الأنبياء بغير حق، والمراد بقتلهم الأنبياء رضاهم بفعل أسلافهم.
• قال الشوكاني: أي ونكتب قتلهم الأنبياء، أي: قتل أسلافهم للأنبياء، وإنما نسب ذلك إليهم لكونهم رضوا به، وجعل ذلك القول قريناً لقتل الأنبياء تنبيهاً على أنه من العظم والشناعة بمكان يعدل قتل الأنبياء.
• قال ابن الجوزي: فإن قيل: هذا القائل لم يقتل نبياً قط، فالجواب: أنه رضي بفعل متقدميه لذلك.
(وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) المحرق النافذ من البدن إلى الأفئدة.
(ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) أي: ذلك العذاب بما اقترفته أيديكم من الجرائم.
• والمراد بالأيدي هنا أنفسهم، لكن أضيف العمل أو المقدّم بالأيدي، لأن الغالب أن الأيدي هي محل البطش والعمل.
(وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) بل هو بما كسبت أيديهم.
[الفوائد]
١ - إثبات السمع لله تعالى، والمراد به هنا التهديد.
٢ - بيان ما عليه اليهود من الوقاحة والعدوان.
٣ - إثبات الكتابة لله.
٤ - أن اليهود كما اعتدوا على الله، اعتدوا على رسل الله.
٥ - إثبات القول لله تعالى.
٦ - إثبات الأسباب.
٧ - نفي الظلم عن الله لكمال عدله.