للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٣٨) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (١٣٩)). [النساء: ١٣٨ - ١٣٩].

(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) أي: أخبر المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر (بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) أي: عاباً مؤلماً موجعاً حساً ومعنى.

• قوله تعالى (بشر) التبشير في الأصل الإخبار بما يسر، وقد يطلق على الشر - كما هنا - تهكماً كما قال تعالى (ذق إنك أنت العزيز الكريم) وقال تعالى (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).

• قال ابن عاشور: … ولمّا كان التظاهر بالإيمان ثم تعقيبه بالكفر ضرباً من التهكّم بالإسلام وأهله، جيء في جزاء عملهم بوعيد مناسب لتهكّمهم بالمسلمين، فجاء به على طريقة التهكّم إذ قال (بشر المنافقين)، فإنّ البشارة هي الخبر بما يَفرحَ المخبَر به، وليس العذاب كذلك.

كما قال تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا).

(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) قال ابن كثير: بمعنى أنهم معهم في الحقيقة، يوالونهم ويسرون إليهم بالمودة، ويقولون لهم إذا خلوا بهم: إنما نحن معكم، إنما نحن مستهزئون، أي: بالمؤمنين في إظهارنا لهم بالموافقة.

• قال تعالى منكراً عليهم فيما سلكوه من موالاة الكفار:

(أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ) أي: أيطلبون بموالاة الكفار القوة والغلبة؟ والإستفهام إنكاري، أي: إن الكفار لا عزة لهم فكيف تُبتغى منهم.

(فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) أي: إن العزة لله ولأوليائه، كما قال تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) وقال تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ).

• قال ابن كثير: والمقصود من هذا: التهييج على طلب العزة من جناب الله.

[الفوائد]

١ - تهديد المنافقين بالعذاب الأليم.

٢ - وجوب الحذر من صفات المنافقين.

٣ - خطر المنافقين.

٤ - أن من أقبح صفات المنافقين موالاة الكفار.

٥ - أن من تولى الكفار ففيه نفاق.

٦ - أن من ابتغى العزة من دون الله فهو ذليل.

٧ - وجوب تعليق القلب بالله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>