انكساره لله وذلهِ وذلك أحب إلى الله من كثير من طاعات الطائعين.
انها توجب للعبد الرجوع بقلبه إلى الله والوقوف ببابه والتضرع له والاستكانة.
أن البلاء يقطع قلب المؤمن عن الالتفات إلى المخلوق
أن البلاء يوصل إلى قلبه لذة الصبر عليه أو الرضا به.
[قال بعض السلف]
إن العبد ليُمرَض فيذكر ذنوبه فيخرج منه مثل رأس الذباب من خشية الله فيغفر له.
[وقال بعض العلماء]
في بعض الكتب السابقة إن الله ليبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه.
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) الصابرين على المصائب بالثواب، و التبشير: الإخبار بما يسر، وهذا أمر للرسول -صلى الله عليه وسلم- أو لكل من يقدر على التبشير.
• ثم بيّن من هم فقال:
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) من موت قريب أو هلاك مال أو غيرها من المصائب.
(قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) أي: تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم، وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة.
• قال الطبري: يعني تعالى: وبشر يا محمد الصابرين الذين يعلمون أن جميع ما بهم من نعمة فمني، فيقرون بعبوديتي، ويوحدوني بالربوبية، ويصدقون بالمعاد والرجوع إلي، فيستسلمون لقضائي، ويرجون ثوابي، ويخافون عقابي، ويقولون - عند امتحاني إياهم ببعض محني - إنا مماليك ربنا ومعبودنا أحياء، ونحن عبيده وإنا إليه بعد مماتنا صائرون، تسليماً لقضائي ورضاً بأحكامي.