وقال تعالى (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).
• وقد جاءت القصة مبسوطة في سورة الأعراف، قال تعالى (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ. وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).
• قال الشنقيطي: القردة: جمع قرد، وهو الحيوان المعروف، وهو من أخس الحيوانات، والدليل على أنه من أخس الحيوانات أن الله مسخ في صورته من أراد إذلالهم وإهانتهم وصغارهم، وهذا معروف، أن القرد من أخس الحيوانات.
• فالمسخ من أكبر أنواع الطرد والإبعاد، فالمراد باللعن هنا اللعن الخاص وهو مسخهم قردة، وإلا فكل اليهود لعنوا.
(وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) أي: إذا أمر بأمر، فإنه لا يُخالَف ولا يُمانَع.
[الفوائد]
١ - وجوب الإيمان بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن من سمع به ولم يؤمن فهو كافر، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار) رواه مسلم.
٢ - إقامة الحجة على أهل الكتاب، حيث أن الكتاب الذي بأيديهم فيه صفة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
٣ - إثبات علو الله لقوله (بما نزلنا) والنزول لا يكون إلا من علو.
٤ - أن القرآن مصدق للكتب السابقة.
٥ - تهديد هؤلاء إن لم يؤمنوا.
٦ - وجوب الحذر من غضب الله ولعنته.
٧ - شدة عقوبة الله للمكذبين، حيث عاقب أصحاب السبت ولعنهم وجعلهم قردة. (الأحد: ١٥/ ٣/ ١٤٣٤ هـ).