• فالمراد إذاً من الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ … ) الإخبار عمن مضى ممن كان متمسكاً بدين حقٍّ من اليهود والنصارى والصابئين، ومن المؤمنين بعد مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن القيم: فتناولت هذه الآية من كان من أهل هذه الملل الأربع متمسكاً بها قبل النسخ بغير تبديل.
وقال السعدي: والصحيح أن هذا الحكم بين هذه الطوائف من حيث هم، لا بالنسبة إلى الإيمان بمحمد، فإن هذا إخبار عنهم قبل بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن هذا مضمون أحوالهم.
ويستدل لهذا:
ما جاء عن سلمان أنه قال (سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أهل دين كنت معهم، فذكرت من صلاتهم وعبادتهم فنزلت: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ .. ).
ولحديث عِياض بن حمار. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في حديثه عن قبل البعثة (وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب) رواه مسلم.
• وذهب بعض العلماء إلى أن هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ … ) منسوخة بقوله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين) ونسبه ابن الجوزي لجماعة من المفسرين.
[الفوائد]
١ - فضل من آمن بالله واليوم الآخر مع العمل الصالح، وأنه لا خوف عليه ولا حزن وله أجر كبير عند الله.
٢ - بيان عدل الله.
٣ - أن العبرة عند الله بالإيمان والعمل الصالح.
٤ - وجوب الإيمان باليوم الآخر.
٥ - أن الإيمان بالله والعمل الصالح يطرد الخوف والقلق.
٦ - أن عدم الإيمان بالله وعدم العمل الصالح سبب للقلق والاضطراب والخوف.