• من أقوال السلف:
قال أبو سليمان الداراني: ما فارق الخوف قلباً إلا خرب.
وقال حاتم الأصم: لكل شيء زينة، وزينة العبادة الخوف من الله.
وقال عامر بن قيس: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.
وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن؟ قال ويحك؟ الموت في عنقي، والقبر بيتي، وفي القيامة موقفي، وعلى جسر جهنم طريقي، لا أدري ما يصنع بي؟
وقال الفضيل: من خاف الله دله الخوف على كل خير.
وقال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبدالعزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما.
وقال السبكي رحمه الله: ما خفت الله يوما، إلا رأيت له بابا من الحكمة والعبرة ما رأيته قط.
وقال حكيم: الحزن يمنع الطعام، والخوف يمنع الذنوب، والرجاء يقوي على الطاعة، وذكر الموت يزهد في الفضول.
وقال الحسن: الرجا والخوف مطيتا المؤمن.
وقال إبراهيم التيمي: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار لأن أهل الجنة قالوا (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن).
(وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ) أي: لأتم نعمتي عليكم فيما شرعت لكم من استقبال الكعبة، لتكمل لكم الشريعة من جميع وجوهها.
• فبين الله تعالى أنه حولهم إلى هذه الكعبة لهاتين الحكمتين:
إحداهما: لانقطاع حجتهم عنه.
والثانية: لتمام النعمة.
(وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي: إلى ما ضلت عنه الأمم وهديناكم إليه وخصصناكم به.
• قال الشنقيطي: (لعل) تأتي في القرآن بمعنيين، قال بعض العلماء: هي على الترجي، ولكن الترجي بحسب ما يظهر للناس، أما الله فهو عالم بما كان فلا يصدق عليه الترجي كقوله لموسى وهارون (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) أي: على رجائِكما وعلم بني آدم القاصر، أما الله فهو عالم أنه لا يذكر ولا يخشى.