قال علماؤنا: فالحاكي في حديث ابن مسعود هو الرسول -عليه السلام-، وهو المحكي عنه؛ بدليل ما قد جاء صريحاً مبَيِّناً، أنه -عليه السلام- لما كُسرت رَباعيته وشُجّ وجهه يوم أحُد شقّ ذلك على أصحابه شقّاً شديداً وقالوا: لو دعوت عليهما فقال (إني لم أبعث لَعّاناً ولكني بعثت داعِياً ورحمة، اللَّهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) فكأنه -عليه السلام- أوحي إليه بذلك قبل وقوع قضية أحُد، ولم يعيّن له ذلك النّبيّ؛ فلما وقع له ذلك تَعيَّن أنه المعنيُّ بذلك بدليل ما ذكرنا.
ويُبيِّنه أيضاً ما قاله عمر له في بعض كلامه: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله! لقد دعا نوح على قومه فقال: (رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الكافرين دَيَّاراً) الآية، ولو دعوت علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا؛ فقد وُطِئ ظهرك وأدْمي وجهك وكُسِرت ربَاعيتك فأبيت أن تقول إلاَّ خيراً، فقلت (رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).
[الفوائد]
١ - إثبات الحكمة لله تعالى في أفعاله وتشريعاته.
٢ - أن الله يسلط المؤمنين على الكافرين ليقطع طرفاً منهم.
٣ - أهمية الجهاد في سبيل الله.
٤ - بيان الحكمة من قتال الكفار.
٥ - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يملك شيئاً من الأمر الكوني.
٦ - الرد على الذين يتعلقون بالرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء والاستغاثة.
٧ - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مكلف، يأمره الله وينهاه.