(قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) عوضاً عن قولهم: (سمعنا وعصينا).
(وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا) عوضاً عن قولهم (غير مسمع وراعناً).
(لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ) أي: لكان ذلك القول خيراً لهم عند الله وأعدل وأصوب، وذلك لما تضمنه هذا الكلام من حسن الخطاب والأدب اللائق في مخاطبة الرسول، والدخول تحت طاعة الله والانقياد لأمره، وحسن التلطف في طلبهم العلم بسماع سؤالهم، والاعتناء بأمرهم، فهذا هو الذي ينبغي لهم سلوكه، ولكن لما كانت طبائعهم غير زكية، أعرضوا عن ذلك، وطردهم الله بكفرهم وعنادهم. (تفسير السعدي).
(وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ) أي: ولكن الله أبعدهم عن الهدى وعن رحمته بسبب كفرهم السابق.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: الله سبحانه جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب: سلب الهدى والعلم النافع كقوله (وقالوا قلوبنا غلف بل طبع الله عليهم بكفرهم).
(فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) قيل: فلا يؤمن منهم إلا قليل، وهم عبد الله بن سلام ومن تبعه، قال القرطبي: وهذا بعيد، وقيل: فلا يؤمنون إلا إيماناً قليلاً.
[الفوائد]
١ - أن اليهود حرفوا وكتموا صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
٢ - أن المحرفين للكلم عن مواضعه يشبهون اليهود.
٣ - شدة عناد اليهود.
٤ - شدة حقد اليهود على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
٥ - أن الطعن في الدين من صفات اليهود.
٦ - أن الكفر سبب للعن.
٧ - خطر المعاصي.
٨ - قلة إيمان هؤلاء اليهود (منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون).