وقيل: مالك أبلغ لأنه يكون مالكاً للناس وغيرهم … ثم قال الشوكاني: والحق أن لكل واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر، فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها، والملِك يقدر على ما لا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعاية، فالمالك أقوى من الملك في بعض الأمور، والملك أقوى من المالك في بعض الأمور، والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله.
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة، وهي أن ملكه جل وعلا ملك حقيقي، لأن من الخلق من يكون ملكاً، ولكن ليس بمالك، يسمى ملكاً اسماً وليس له من التدبير شيء، ومن الناس من يكون مالكاً ولا يكون ملكاً كعامة الناس، ولكن الرب جل وعلا مالك ملك.
[الفوائد]
١ - كمال صفات الله عز وجل، لأن الحمد المطلق لا يستحقه إلا من كان كاملاً في وصفه، كاملاً في فعله.
٢ - ينبغي حمد الله دائماً وأبداً.
٣ - ثبوت ألوهية الله لقوله (لله) فالله عز وجل إله الحق، وما سواه فهو باطل.
٤ - إثبات ربوبية الله، والرب هو الخالق المالك المدبر.
٥ - فيه أن كل مخلوق مربوب مقهور يتصرف فيه، فقير محتاج إلى الله تعالى.
٦ - فيه دليل على أن هذا العالم علَم وآية دالة على الله عز وجل، فجميع هذه المخلوقات تدل على وجود الخالق سبحانه.
٧ - إثبات صفة الرحمة الواسعة لله تعالى.
٨ - إثبات يوم القيامة والجزاء.
٩ - حث الإنسان على أن يعمل ويستعد لذلك اليوم الذي يجازى كل إنسان بعمله.
١٠ - إثبات البعث.
١١ - في الآية ترغيب وترهيب، فإن الإنسان إذا أيقن بأنه سيحاسب على عمله، ويثاب عليه حرِص على الأعمال الصالحة واجتهد، وترهيب للإنسان الذي يعمل السيئات أنه سيجازى على عمله في يوم القيامة.
١٢ - حكمة الله عز وجل، حيث جعل لهذا الخلق مآلاً يُدانون فيه، ويُجازون بأعمالهم، لأنه لولا ذلك لكان الأمر عبثاً، والله عز وجل منزه عن العبث (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) وقال تعالى (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً).
١٣ - كمال عدل الله تعالى.