ثانياً: التبرؤ من الحول والقوة والافتقار التام لله، وإنزال جميع الحوائج بالله.
ثالثاً: إخلاص الاستعانة والاستغاثة والاعتصام لله عز وجل، وقطع التعلق بالمخلوق الضعيف المربوب لله تعالى المفتقر إلى ربه.
رابعاً: قال ابن القيم: وهو سبحانه (القيوم) المقيم لكل شيء من المخلوقات - طائعها وعاصيها - فكيف تكون قيوميته بمن أحبَّه وتولاه، وآثره على ما سواه، ورضي به دون الناس حبيباً، ورباً ووكيلاً، وناصراً ومعيناً وهادياً.
خامساً: الخوف منه سبحانه ومراقبته، لأنه القائم على كل نفس، المتولي أمرها، الحافظ لأعمالها الذي لا يخفى عليه شيء من أمرها.
(لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) السنة: النعاس، والنوم هو النوم، وهذه الجملة تأكيد للقيومية.
• قال ابن كثير: ومن تمام القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم.
• فالله عز وجل لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه، فلا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياته وقيوميته.
• قال ابن عاشور: ونفي استيلاء السنة والنوم على الله تعالى تحقيق لكمال الحياة ودوام التدبير، وإثبات لكمال العلم؛ فإنّ السنة والنوم يشبهان الموت، فحياة النائم في حالهما حياة ضعيفة، وهما يعوقان عن التدبير وعن العلم بما يحصل في وقت استيلائهما على الإحساس.
• فالله لا ينام لكمال حياته وقيوميته، وهذه قاعدة: كل صفة نفي يستلزم نفيها وإثبات كمال ضدها.