وقيل: وعلى الذين يطيقونه في حال الشباب، وعجزوا عنه في الكبر، الفدية إذا أفطروا، وهو مروي عن علي، فعلى هذا لا تكون الآية منسوخة.
(فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) قال ابن عباس: أراد به من أطعم مسكينين وعليه طعام مسكين واحد، أو أطعم صاعاً وعليه مد، فهو خير له.
قال الرازي: أما قوله تعالى (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ) ففيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يطعم مسكيناً أو أكثر.
والثاني: أن يطعم المسكين الواحد أكثر من القدر الواجب.
والثالث: قال الزهري: من صام مع الفدية فهو خير له.
(وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي ما كتب عليكم من شهر رمضان، فهو خير لكم من أن تفطروا أو تفتدوا. (وسبق أن الآية منسوخة).
[الفوائد]
١ - أهمية الصيام، حيث فرضه الله عز وجل على الأمم من قبلنا، وهذا يدل على محبة الله عز وجل له وأنه لازم لكل أمة.
٢ - التخفيف على هذه الأمة، حيث أنها لم تكلف وحدها بالصيام الذي قد يكون فيه مشقة على النفوس والأبدان.
٣ - الإشارة إلى أن الله تعالى أكمل لهذه الأمة دينها، حيث أكمل لها الفضائل التي سبقت لغيرها.
٤ - أن الصيام من أسباب تقوى الله عز وجل.
٥ - كان فرض رمضان على التدرج، على ثلاث مراحل:
أ-فرض صيام عاشوراء، فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بصيامه.
ب-فرض صوم رمضان على التخيير بين الصيام وبين الفدية، قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ … ).
ج-التأكد على فرض الصوم بدون تخيير، قال تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).