للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) هذا يعم جميع الأنبياء جملة.

أي: ونؤمن بما أنزل على غيرهم من الأنبياء جميعاً ونصدق بما جاءوا به من عند الله من الآيات البينات والمعجزات الباهرات.

• سؤال: فإن قيل: كيف يجوز الإيمان بإبراهيم وموسى وعيسى مع القول بأن شرائعهم منسوخة؟

قلنا: نحن نؤمن بأن كل واحد من تلك الشرائع كان حقاً في زمانه فلا يلزم منا المناقضة، أما اليهود والنصارى لما اعترفوا بنبوة بعض من ظهر المعجز عليه، وأنكروا نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- مع قيام المعجز على يده، فحينئذ يلزمهم المناقضة فظهر الفرق. (مفاتيح الغيب)

(لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) يعني: بل نؤمن بجميعهم.

أي: نؤمن على هذا الوجه، فلا نفرق بين أحد منهم في الإيمان بهم، لا في الاتباع، فلا نؤمن بالبعض ونكفر بالبعض كما فعلت اليهود والنصارى

• قال ابن عاشور: ومعنى (لا نفرق بين أحد منهم) أننا لا نعادي الأنبياء، ولا يحملنا حبّ نبينا على كراهتهم، وهذا تعريض باليهود والنصارى، وحذف المعطوف وتقديره لا نفرق بين أحد وآخر، وتقدم نظير هذه الآية في سورة البقرة.

وهذه الآية شعار الإسلام وقد قال الله تعالى (وتؤمنون بالكتاب كله).

(وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) أي: منقادون أو مخلصون أنفسَنا له تعالى لا نجعلُ له شريكاً فيها، وفيه تعريضٌ بإيمان أهلِ الكتاب فإنه بمعزل من ذلك.

(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) أي: من سلك طريقاً سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه.

والمراد بالإسلام هنا: الإسلام الخاص الذي جاء به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

(وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين) الخسران في الآخرة هو حرمان الثواب وحصول العقاب شبه في تضييع زمانه في الدنيا باتباع غير الإسلام بالذي خسر في بضاعته.

[الفوائد]

٤ - وجوب الإيمان بالقلب واللسان.

٥ - وجوب الإيمان بما أنزل علينا.

٦ - ثبوت نبوة إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب.

٧ - وجوب الاستسلام لله تعالى.

٨ - بطلان كل عمل ليس على دين الإسلام.

٩ - أن جميع الأديان غير دين الإسلام غير مقبولة عند الله.

١٠ - إثبات الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>