(فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) قال السعدي: لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه، فلا يرجعون، بخلاف من ترك الحق عن جهل وضلال، فإنه لا يعقل، وهو أقرب رجوعاً منهم.
• قال ابن الجوزي: وإنما أضاف الرجوع إليهم، لأنهم انصرفوا باختيارهم، لغلبة أهوائهم عن تصفح الهدى بآلات التصفح، ولم يكن بهم صمم ولا بكم حقيقة، ولكنهم لما التفتوا عن سماع الحق والنطق به؛ كانوا كالصمم البكم.
والعرب تسمي المعرض عن الشيء: أعمى، والملتفت عن سماعه: أصم.
[الفوائد]
١ - ضرب الأمثال، وفائدته تقريب المعنى.
٢ - أن هؤلاء المنافقين - بسبب نفاقهم - فاتهم النور وهو الإيمان.
٣ - أن النفاق ظلمة ووحشة في القلب.
٤ - تخلي الله عن المنافقين.
٥ - من علامات التوفيق أن يكون الله عوناً للعبد ومساعداً له.
٦ - أن المعاصي لها تأثير على الإنسان، فالله أصم آذان هؤلاء المنافقين، فلا يسمعون الحق، ولو سمعوا ما انتفعوا.
• قال ابن القيم مبيناً أن من أراد طلب العلم فعليه بالابتعاد عن المعصية وغض بصره وخطر إرساله: إنه -يعني غض البصر- يفتح له طريق العلم وأبوابه، ويسهل عليه أسبابه، وذلك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات، ومن أرسل بصره تكدر عليه قلبه وأظلم وانسد عليه باب العلم وطرقه.
٧ - أن هؤلاء المنافقين لا يرجعون عن غيهم، لأنهم يعتقدون أنهم محسنون.