للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله تعالى (سَيِّئاتِكُمْ) جمع سيئة، سميت بذلك لأنها سيئة بنفسها وقبيحة.

ولأنها أيضاً تسوء مرتكبها حالاً ومآلاً، وربما تسوء غيره بأن يتعدى ضررها إلى الغير مباشرة، أو بأن يكون لها أثرها السيء على البلاد والعباد عامة بمحق البركات وقلة الخيرات، كما قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وقال -صلى الله عليه وسلم- (ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء). رواه ابن ماجه

• والسيئات في الأصل تطلق على الكبائر والصغائر كما هنا، قد يراد بها الصغائر إذا قرنت مع الكبائر كما في قوله تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً).

(واللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) لا يخفى عليه من ذلك شيء، وسيجزيكم عليه سبحانه وتعالى.

قال الرازي: إشارة إلى تفضيل صدقة السر على العلانية، والمعنى أن الله عالم بالسر والعلانية وأنتم إنما تريدون بالصدقة طلب

مرضاته، فقد حصل مقصودكم في السر، فما معنى الإبداء، فكأنهم ندبوا بهذا الكلام إلى الإخفاء ليكون أبعد من الرياء.

[الفوائد]

١ - أن الإنفاق قليله وكثيره يثاب عليه المرء.

٢ - أنه ينبغي للإنسان إذا أنفق نفقة أن يحتسب الأجر على الله.

٣ - استدل بالآية من قال بجواز النذر.

٤ - عموم علم الله بكل ما ينفقه الإنسان.

٥ - تحريم الظلم.

٦ - أن الله لا ينصر الظالم.

٧ - أن إخفاء الصدقة أفضل من إعلانها.

٨ - تفاضل الأعمال.

٩ - أن الصدقة سبب لتكفير السيئات.

١٠ - بيان آثار الذنوب، وأنها تسوء العبد.

<<  <  ج: ص:  >  >>