قال تعالى (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً).
وقال تعالى عن يوسف (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
فالمقصود بالإسلام هنا الإسلام العام الذي يفسر بأنه: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
[الإطلاق الثاني: الإسلام الخاص.]
وهو الذي بعث به محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي إذا أطلق لم يقصد إلا هو على وجه الخصوص.
ومعناه: استسلام الظاهر والبطن لله، تعبداً له بالشرع المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- على مقام المشاهدة أو المراقبة.
• قال القرطبي: والأصل في مسمى الإيمان والإسلام التَّغَايُر؛ لحديث جبريل، وقد يكون بمعنى المَرادَفَة، فيسمى كل واحد منهما باسم الآخر؛ كما في حديث وفد عبد القيس وأنه أمرهم بالإيمان (بالله) وحده قال: "هل تدرون ما الإيمان" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خمساً من المغنم". الحديث.
وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- (الإيمان بضع وسبعون بابا فأدناها إماطة الأذى وأرفعها قول لا إله إلا الله). أخرجه الترمذي وزاد مسلم (والحياء شعبة من الإيمان).