• والدين هو الإسلام وذلك لقوله (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) كما قال تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ).
وقال تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ). [أضواء البيان: ١/ ١٠٢].
(فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) أي: أحسنوا في حال الحياة، والزموا هذا ليرزقكم الله الوفاة عليه، فإن المرء يموت غالباً على ما كان عليه، ويبعث على ما مات عليه، وقد أجرى الله الكريم عادته بأن من قصد الخير وفق له ويسر عليه، ومن نوى صالحاً ثُبّتَ عليه. [قاله ابن كثير: ١/ ١٧٤].
• وما ذكره ابن كثير هنا كلام رائع، لأن لقائل أن يقول في قوله تعالى (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) هل يملك الإنسان أن يحدد الأمر الذي يموت عليه؟ فالجواب ما ذكره ابن كثير، فالمراد: الإحسان في حال الحياة مع ملازمة هذا حتى يختم للإنسان خاتمة طيبة. [قاله الشيخ خالد السبت حفظه الله].
• ولهذا قال الطبري في معنى الآية: أي: فلا تفارقوا هذا الدين وهو الإسلام أيام حياتكم، وذلك أن أحداً لا يدري متى يأتيه منيته، فلذلك قالا لهم (فلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) لأنكم لا تدرون متى تأتيكم مناياكم من ليل أو نهار، فلا تفارقوا الإسلام فتأتيكم مناياكم وأنتم على غير الدين الذي اصطفاه لكم ربكم فتموتوا وربكم ساخط عليكم فتهلكوا.
• وقال الخازن: أي مؤمنون مخلصون، فالمعنى دوموا على إسلامكم حتى يأتيكم الموت وأنتم مسلمون لأنه لا يعلم في أي وقت يأتي الموت على الإنسان.
• الموت على الإسلام مطلب لأهل الصلاح:
كما قال تعالى عن يوسف أنه قال (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
وقول المؤمنين بموسى (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ).
وقول إبراهيم ويعقوب لأبنائهما (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
• ولذلك تمنى جماعة من السلف الموت خشية الفتنة.
لما حج عمر آخر حجة حجها رفع يديه وقال: اللهم إنه كبر سني ورق عظمي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيِّع ولا مفتون، ثم رجع إلى المدينة، فما انسلخ حتى قتل.
ودعا علي ربه أن يريحه من رعيته حيث سئم منهم فقتل عن قريب.
ودعت زينب بنت جحش لما جاءها عطاء عمر من المال فاستكثرته وقالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعدها، فماتت قبل العطاء الثاني.