[أمثلة تطبيقية لتدبر القرآن]
تقول عائشة (ما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن أنزلت عليه (إذا جاء .. ) إلا يقول: سبحانك ربنا وبحمدك، الهم اغفر لي) متفق عليه.
عن انس قال (كان أبو طلحة أكثر الأنصار مالاً، وكانت أحب أمواله بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، فلما نزلت الآية (لن تنالوا البر .. ) قام أبو طلحة فقال: يا رسول الله: إن الله يقول (لن تنالوا البر .. ) وان أحب أموالي بيرحاء وإنها صدقة
لله … ) رواه مسلم.
عن عائشة قالت (لما نزل الله براءتي، قال أبو بكر - وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقره - والله لا أنفق على مِسْطح شيئاً أبداً، فأنزل الله (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) قال أبو بكر: بلى والله، إني أحب أن يغفر لي، فرجع في نفقته على مسطح). رواه البخاري
وردد ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - ( … رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً).
• وردد سيد التابعين سعيد بن جبير قوله تعالى (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ .. ).
• وقال عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا.
وقتل شهيداً مظلوماً ودمه على مصحفه.
• وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به، فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين.
• ورحم الله ابن القيّم ما أصدقَ قولَه: إذا قسا القلب؛ قحطت العين.
قال ابن تيمية: وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء: أحدها: تدبر القرآن. والثاني: تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآيات التي تبين أنه حق. الثالث: العمل بموجب العلم.
وقال: مَنْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ طَالِبًا لِلْهُدَى مِنْهُ تَبَيَّنَ لَهُ طَرِيقُ الْحَقِّ.
• قال ابن القيم: الرب تبارك وتعالى يدعو عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين:
أحدهما: النظر في مفعولاته، والثاني: التفكر في آياته وتدبرها، فتلك آياته المشهودة، وهذه آياته المسموعة.
فالنوع الأول كقوله (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ … ).