(إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يعني أنه تعالى لا يغفل عن عمل عامل، ولا يضيع لديه، سواء كان خيراً أو شراً، فإنه سيجازي كل عامل بعمله.
قال الشيخ ابن عثيمين: بصير، ليس من البصر الذي هو الرؤية، لكن من البصر الذي بمعنى العلم، لأنه أشمل حيث يعم العمل القلبي والبدني.
[الفوائد]
١ - بيان ما عليه أهل الكتاب من الحسد العظيم لهذه الأمة.
٢ - شدة عداوة كثير من أهل الكتاب وحسدهم لهذه الأمة.
٣ - الإشارة لعظم نعمة الله على هذه الأمة بالإسلام والإيمان وبعثة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
٤ - أن من كان فيه حسد للناس على ما أتاهم الله من فضله، فإن فيه شبه باليهود.
٥ - أن هذا الحسد من أهل الكتاب نابع من عند أنفسهم لم يؤذن لهم فيه، ولم يكن عن رؤية وتعقل.
٦ - وجوب الحذر من الحسد فإنه داء وبيل، ومرض خطير، من أعظم أسباب الاعتداء على الغير ورد الحق.
٧ - أن هؤلاء الذين يودون هذا لهذه الأمة يؤدونه عن عمد وعناد من بعد ما تبين لهم الحق.
٨ - التدرج في معاملة الكفار، حيث أمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن نعفو ونصفح حتى يأتي الله بأمره.
٩ - أن الإنسان يعذر بجهله إذا خالف الأمر والنهي، لقوله تعالى: (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).
وهذا الأصل دلّ عليه الكتاب والسنة:
قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً).
وقال تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
وقال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ).
وأما السنة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر المسيء في صلاته أن يقضي ما فعله، وكان المسيء في صلاته لا يطمئن لا في ركوع ولا في سجود.
١٠ - عموم قدرة الله، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
١١ - وجوب إقامة الصلاة.
١٢ - وجوب إيتاء الزكاة لمستحقيها.
١٣ - أن الصلاة أوكد من الزكاة.
١٤ - الحث على تقديم الخير.
١٥ - الترغيب في الخير قولاً وعملاً.
١٦ - أن ما تقدمه من الخير لن يضيع، بل ستجده عند الله.