كان أبو هريرة يبكي ويقول: سفري بعيد، وزادي قليل.
وكان أبو الدرداء يقول: صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور.
وقال ابن السماك: إن الموتى لم يبكوا من الموت، ولكنهم يبكون من حسرة الفوْت، فاتَتْهم والله دار لم يتزودوا منها، ودخلوا داراً لم يتزودوا لها.
قال أحد السلف: إذا أردت اللحاق بالمجدين وأنت صادق، فاجعل نصب عينيك قول الله جل وعلا (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً). وقوله تعالى (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ).
وقال القعقاع بن حكيم: قد استعددت للموت منذ ثلاثين سنة، فلو أتاني ما أحببت تأخير شيء عن شيء
ويروى عن ابن المبارك أنه لما احتضر نظر إلى السماء، فضحك ثم قال: لمثل هذا فليعمل العاملون.
واحتضر بعض الصالحين فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك؟ قالت: عليك أبكي، قال: إن كنتِ باكية فابك على نفسك، فأما أنا فقد بكيت على هذا اليوم منذ أربعين سنة.
وقيل لبعض السلف لما حضرته الوفاة: ما كان عملك؟ فقال: لو لم يقرب أجلي ما أخبرتكم به، وقفت على باب قلبي أربعين سنة فكلما مر فيه غير الله حجبته عنه.
وعن أنس بن عياض، رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له: غداً القيامة ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة.
وهذا بلال - مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما حضرته الوفاة قالت امرأته، واحزناه، فقال: بل واطرباه غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبَه.
قال أبو حازم سلمة بن دينار: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى متّ.
قال النووي: عَبْد اللَّه بْن إِدْرِيس بْن يَزِيد الْأَوْدِيّ الْكُوفِيّ أَبُو مُحَمَّد الْمُتَّفَق عَلَى إِمَامَته وَجَلَالَته وَإِتْقَانه وَفَضِيلَته، وَوَرَعِهِ وَعِبَادَته، رُوِّينَا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِبِنْتِهِ حِين بَكَتْ عِنْد حُضُور مَوْته: لَا تَبْكِي فَقَدْ خَتَمْت الْقُرْآن فِي هَذَا الْبَيْت أَرْبَعَة آلَاف خَتْمَة قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ اِبْن إِدْرِيس نَسِيجًا وَحْده.