د- كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرّبه إلى ربه امتثالاً لقوله تعالى (لن تنالوا البر … ).
هـ- قال القرطبي: وكذلك فعل زيد بن حارثة، عمد مما يحب إلى فرس له يقال له «سبل» وقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلى من فرسي هذه، فجاء بها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
و- واشترى ابن عمر جارية أعجبته فأعتقها فقيل له: لم أعتقتها ولم تصب منها؟ فقال (لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون) ز- وأعتق ابن عمر نافعاً مولاه، وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار، قالت صفية بنت أبي عبيد: أظنه تأوّل قول الله عز وجل (لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون).
ك- وكان الربيع بن خثيم إذا جاءه السائل يقول لمولاته: يا فلانة أعطي السائل سكراً، فإن الربيع يحب السكر.
ط- وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يشتري أعدالاً من سكر ويتصدّق بها، فقيل له: هلا تصدّقت بقيمتها؟ فقال: لأن السكر أحب إليّ فأردت أن أنفق مما أحبّ.
وقال الحسن: إنكم لن تنالوا ما تحبون إلا بترك ما تشتهون، ولا تُدركوا ما تأمّلون إلا بالصبر على ما تكرهون
(وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ) من صغير أو كبير.
(فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) لا يخفى عليه شيء، وسيجازيكم عليه أتم الجزاء.
• قال السعدي: ولما كان الإنفاق على أي: وجه كان مثابا عليه العبد، سواء كان قليلا أو كثيراً، محبوباً للنفس أم لا وكان قوله (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) مما يوهم أن إنفاق غير هذا المقيد غير نافع، احترز تعالى عن هذا الوهم بقوله (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) فلا يضيق عليكم، بل يثيبكم عليه على حسب نياتكم ونفعه.
[الفوائد]
١ - فضل الإنفاق مما يحبه الإنسان.
٢ - أنه كلما أنفق الإنسان مما هو أحب إليه، كان أكثر لبره.