(هَلْ يَنْظُرُونَ) يقول تعالى مهدداً للكافرين بمحمد -صلى الله عليه وسلم- (هَلْ يَنْظُرُونَ) أي: ما ينتظر هؤلاء المكذبون الذين زلوا بعدما جاءتهم البينات.
• وفيه إثبات إتيان الله تعالى إتياناً يليق بجلاله.
(فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ)(في) بمعنى (مع) يعني يأتي مصاحباً لهذه الظلل، وإنما أخرجناها عن الأصل الذي هو الظرفية، لأنا لو أخذناها على أنها للظرفية صارت هذه الظلل محيطة بالله عز وجل، والله أعظم وأجل من أن يحيط به شيء من مخلوقاته.
• والغمام قيل إنه السحاب الأبيض الرقيق، وهذا الغمام يأتي مقدمة بين يدي مجئ الله تعالى كما قال تعالى (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً).
(وَالْمَلائِكَةُ) أي: وتأتيهم الملائكة أيضاً محيطة بهم.
قال ابن كثير: يقول تعالى مُهَدّدًا للكافرين بمحمد -صلى الله عليه وسلم- (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ) يعني: يوم القيامة، لفصل القضاء بين الأولين والآخرين، فيجزي كُلّ عامل بعمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.