• وفي ذكر صفة (الحي) بعد قوله عز وجل (الله لا إله إلا هو) استدلال على إثبات تفرّده بالألوهية وإبطال عبودية كل من سواه، وذلك لأنه لا يستحق العبادة إلا من كان حياً بالحياة الذاتية الدائمة الأبدية، وحيث لا حيّ بهذه الحياة إلا الله الأحد فلا يستحق العبادة إلا هو، ولهذا قال ابن عاشور: والمقصود إثبات الحياة وإبطال استحقاق آلهة المشركين وصف الإلهية لانتفاء الحياة عنهم كما قال إبراهيم -عليه السلام- (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً).
• الآثار المترتبة على معرفتنا بهذا الاسم:
أولاً: محبة الله تعالى وإجلاله.
ثانياً: التوكل الصادق على الله، كما قال تعالى (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ).
ومن أعظم ما يتوكل على الله فيه طلب الهداية والثبات على الإيمان وعدم الزيغ عنه، ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه (اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تُضلني أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون). رواه مسلم
ثالثاً: الزهد في الدنيا الفانية وعدم الاغترار بها، لأنه مهما أعطي العبد من العمر فلابد من الموت.
• قال ابن عاشور: وأتبع بالوصفين (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) لنفي اللبس عن مسمى هذا الاسم، والإيماء إلى وجه انفراده بالإلهية، وأن غيره لا يستأهلها؛ لأنه غير حي أو غير قيوم، فالأصنام لا حياة لها، وعيسى في اعتقاد النصارى قد أميت، فما هو الآن بقيوم، ولا هو في حال حياته بقيوم على تدبير العالم، وكيف وقد أوذي في الله، وكذب، واختفى من أعدائه.