(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) أي: كل ما في السماوات والأرض له سبحانه وتعالى خلقاً وملكاً وتدبيراً. (تقدم تفسيرها [١٠٩]).
• قال ابن جرير: أي أنه مالك جميع ذلك بغير شريك ولا نديد، وخالق جميعه دون آلهة ومعبود.
• وقال ابن كثير: إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه، وتحت قهره وسلطانه.
• وقال أبو بكر الجزائري: خلقاً وملكاً وتصرفاً.
• وقال الرازي: إن المقصود من هذا تأكيد ما ذكره أولاً من قوله (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَيْء) والمعنى أن الأمر إنما يكون لمن له الملك، وملك السموات والأرض وليس إلا لله تعالى فالأمر في السموات والأرض ليس إلا لله، وهذا برهان قاطع.
• قوله تعالى (السَّمَاوَاتِ) هذا جمع، وقد صرح الله في القرآن بأن السموات سبع كما قال تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) وقال تعالى (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً).
• قوله تعالى (والأرض) جاء في القرآن التلميح بأنها سبع في قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) أي في العدد، وجاءت في السنة التصريح بأنها سبع في قوله -صلى الله عليه وسلم- (من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أراضين) متفق عليه.
(يَغْفِرُ) برحمته.
(لِمَنْ يَشَاءُ) من العصاة.
المغفرة: هي ستر الذنب والتجاوز عنه، فالله تعالى يغفر لمن يشاء من عباده، وهذه الآية مقيدة بالحكمة، أي: من اقتضت حكمته أن يغفر له غفر له، لأن جميع أفعال الله لحكمة، لأن الفعل لغير حكمة نقص وعبث والله منزه عن كل نقص وعبث.
وأيضاً مقيدة بما عدا الشرك، فإن الله يقول (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ).