[وبين في موضع آخر أن من أسباب ذلك الكذب على الله]
وهو قوله تعالى (وَيَوْمَ القيامة تَرَى الذين كَذَبُواْ عَلَى الله وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ).
[وبين في موضع آخر أن من أسباب ذلك اكتساب السيئات]
وهو قوله (والذين كَسَبُواْ السيئات جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ الله مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الليل مُظْلِماً).
وبين في موضع آخر أن من أسباب ذلك الكفر والفجور:
وهو قوله تعالى (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أولئك هُمُ الكفرة الفجرة).
وهذه الأسباب في الحقيقة شيء واحد عبر عنه بعبارات مختلفة، وهو الكفر بالله تعالى، وبين في موضع آخر شدة تشويه وجوههم بزرقة العيون وهو قوله (وَنَحْشُرُ المجرمين يَوْمِئِذٍ زُرْقاً) وأقبح صورة أن تكون الوجوه مسوداً والعيون زرقاً.
• وفي وصف هذا اليوم بأنه تبيض فيه وجوه وتسود فيه وجوه تهويل لأمره، وتعظيم لشأنه، وتشويق لما يرد بعد ذلك من تفصيل أصحاب الوجوه المبيضة وأصحاب الوجوه المسودة، وترغيب للمؤمنين في الإكثار من التزود بالعمل الصالح وترهيب للكافرين من التمادي في كفرهم وضلالهم.
• قال ابن عاشور: والبياض والسواد بياض وسواد حقيقيان يوسم بهما المؤمن والكافر يوم القيامة، وهما بياض وسواد خاصان لأن هذا من أحوال الآخرة فلا داعي لصرفه عن حقيقته.
(فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ) فيقال لهم على وجه التوبيخ والتقريع:
(أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) في الكلام حذف، أي فيقال لهم (أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
• قال ابن الجوزي: قوله تعالى (أكفرتم) قال الزجاج: معناه: فيقال لهم: أكفرتم، فحذف القول لأن في الكلام دليلاً عليه، كقوله تعالى (وإسماعيل ربَّنا تقبل منا)، أي: ويقولان: ربنا تقبَّل منا. ومثله (من كل باب. سلام عليكم) والمعنى: يقولون: سلام عليكم. والألف لفظها لفظ الاستفهام، ومعناها التقرير والتوبيخ.