• وقال ابن كثير: وهذا تنبيه منه لعباده على خوفه وخشيته، وألا يرتكبوا ما نهى عنه وما يَبْغضه منهم، فإنه عالم بجميع أمورهم، وهو قادر على معاجلتهم بالعقوبة، وإنْ أنظر من أنظر منهم، فإنه يمهل ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر؛ ولهذا قال بعد هذا (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا).
• وقال أبو حيان: المفهوم أن الباري تعالى مطلع على ما في الضمائر، لا يتفاوت علمه تعالى بخفاياها، وهو مرتب على ما فيها الثواب والعقاب إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
وفي ذلك تأكيد لعدم الموالاة، وتحذير من ذلك.
(وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) هذا دليل على سعة علمه، وذكر عموم بعد خصوص، فصار علمه بما في صدورهم مذكوراً مرتين على سبيل التوكيد، أحدهما: بالخصوص، والآخر: بالعموم، إذ هم ممن في الأرض.
(وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) إعلام بأنه مع العلم ذو قدرة على كل شيء، وهذا من التهديد؛ إذ المهدد لا يحول بينه وبين تحقيق وعيده إلا أحد أمرين: الجهل بجريمة المجرم، أو العجز عنه، فلما أعلمهم بعموم علمه، وعموم قدرته، علموا أن الله لا يفلتهم من عقابه.
[الفوائد]
١ - عموم علم الله تعالى.
٢ - أن الله محيط بكل شيء علماً.
٣ - التحذير من كتم شيء في القلب مما يسخط الله من رياء أو نفاق أو حقد أو نحو ذلك.
٤ - وجوب الاهتمام بالقلب.
٥ - إثبات قدرة الله.
٦ - تهديد للعصاة.
٧ - وجوب الخوف من الله. [الثلاثاء ٢٥/ ٥/ ١٤٣٣ هـ].