[مباحث الحسد]
أولاً: تعريف الحسد:
هو تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يحصل للحاسد مثلها، واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود.
ثانياً: خطر الحسد:
الأول: أنه من صفات اليهود.
كما في هذا الآية ( … حسداً من عند أنفسهم).
وكما في قوله تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
الثاني: أنه من الإيذاء وتعد على المسلم.
قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
الثالث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عنه.
قال -صلى الله عليه وسلم- (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا) متفق عليه.
الرابع: أنه اعتراض على قضاء الله وقدره.
ثالثاً: فضل السلامة من الحسد:
الأول: أن تركه من علامة كمال الإيمان.
فقد سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي المؤمنين أفضل؟ قال (المؤمن النقي القلب، ليس فيه غل ولا حسد) رواه ابن ماجه.
الثاني: أن الله أثنى على الأنصار بذلك.
قال تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أوتوا).
رابعاً: من أقوال السلف في الحسد:
قال علي -رضي الله عنه-: الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له.
وقيل: الحسود غضبان على القدر.
ويقال: ثلاثة لا يهنأ لصاحبها عيش: الحقد، والحسد، وسوء الخلق.
وقيل لبعضهم: ما بال فلان يبغضك؟ قال: لأنه شقيقي في النسب، وجاري في البلد، وشريكي في الصناعة، فذكر جميع دواعي الحسد.
وقال أعرابي: الحسد داء منصف، يفعل في الحاسد أكثر من فعله في المحسود، قاتل الله الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله.
قال الأصمعي: رأيت أعرابياً أتى عليه مائة وعشرين سنة، فقلت له: ما أطول عمرك. فقال: تركتُ الحسد فبقيت.
وقال معاوية: كل إنسان أقدر على أن أرضيه إلا الحاسد، فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة.
وقال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد: غم دائم، ونفس متتابع.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: لَيْسَ فِي خِصَالِ الشَّرِّ أَعْدَلُ مِنْ الْحَسَدِ، يَقْتُلُ الْحَاسِدَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلَى الْمَحْسُودِ.
وقال لابنه: يا بني! إياك والحسد، فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك.