• والمراد بالفضل هنا النبوة، وهذا قول الأكثر.
• قال الطبري: وأولى التأويلين في ذلك بالصواب، قولُ قتادة وابن جريج الذي ذكرناه قبل: أن معنى (الفضل) في هذا الموضع: النبوّة التي فضل الله بها محمدًا، وشرّف بها العرب، إذ آتاها رجلاً منهم دون غيرهم لما ذكرنا من أن دلالة ظاهر هذه الآية، تدلّ على أنها تقريظٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رحمة الله عليهم، على ما قد بينا قبل. وليس النكاح وتزويجُ النساء وإن كان من فضْل الله جل ثناؤهُ الذي آتاه عباده بتقريظ لهم ومدح.
• وحسدهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل.
• والحسد: تمني زوال نعمة الله على الغير، وهذا قول الأكثر، واختار ابن تيمية رحمه الله أن الحسد كراهة ما أنعم الله به على غيره. (وهذا القول أعم من الأول).
• قال الرازي: … ووصفهم (أي: اليهود) في هذه الآية بالبخل والحسد، فالبخل هو أن لا يدفع لأحد شيئاً مما آتاه الله من النعمة، والحسد هو أن يتمنى أن لا يعطي الله غيره شيئاً من النعم، فالبخل والحسد يشتركان في أن صاحبه يريد منع النعمة من الغير، فأما البخيل فيمنع نعمة نفسه عن الغير، وأما الحاسد فيريد أن يمنع نعمة الله من عبادة.
(فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ) أي: فقد جعلنا في أسباط بني إسرائيل - الذين هم من ذرية إبراهيم - النبوة، وأنزلنا عليهم الكتب.
• فالمراد بالكتب هنا عموم الكتب التي نزلت على آل إبراهيم قبل نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- كصحف إبراهيم، وكصحف موسى ومنها التوراة والإنجيل، وكذلك الزبور والإنجيل.
• قال ابن الجوزي: قوله تعالى (فقد آتينا آل إِبراهيم الكتاب) يعني: التوراة، والإِنجيل، والزبور، كله، كان في آل إِبراهيم، وهذا النبي من أولاد إِبراهيم.
(وَالْحِكْمَةَ) أي: وحكموا فيهم بالسنن - وهي الحكمة -.
• والحكمة: ما أوحاه الله إلى أنبيائه من آل إبراهيم ولم يكن كتاباً مقروءاً، وأيضاً هي وضع الأمور في مواضعها.
وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) وجعلنا فيهم الملوك، فقد كان داود -عليه السلام- ملكاً، وكان سليمان -عليه السلام- قد أعطي ملكاً عظيماً.
• والمراد من الآية الرد على اليهود في حسدهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وإلزامهم لهم بما عرفوه من فضل الله على آل إبراهيم.
• قال القرطبي: والحسد مذموم وصاحبه مغموم، وهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.