للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• العقبات التي يريد الشبيطان أن يوقع بها بني آدم:

العقبة الأولى: عقبة الكفر بالله وبدينه ولقائه، وبصفات كماله.

فإن نجا منها ببصيرة الهداية طلبه على:

العقبة الثانية: وهي عقبة البدعة.

فإن قطع هذه العقبة، وخلص منها بنور السنة.

العقبة الثالثة: وهي عقبة الكبائر.

فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله، أو بتوبة نصوح تنجيه منها طلبه على:

العقبة الرابعة: وهي عقبة الصغائر.

العقبة الخامسة: وهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها، فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات، وعن الاجتهاد في التزود لمعاده.

فإن نجا من هذه العقبة طلبه العدو على:

العقبة السادسة: وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات، فأمره بها، وحسنها في عينه، وأراه ما فيها من الفضل والربح، ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسباً وربحاً، لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب، طمع في تخسيره كماله وفضله، ودرجاته العالية.

وقال في موضع آخر في المرتبة السادسة: وهو أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة، ويفوته ثواب العمل الفاضل، فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه ويحسنه له، إذا تضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه، وقَلّ من يتنبه لهذا من الناس، فإنه إذا رأى فيه داعياً قوياً ومحركاً إلى نوع من الطاعة لا يشك أنه طاعة وقربة فإنه لا يكاد يقول إن هذا الداعي من الشيطان، فإن الشيطان لا يأمر بخير ويرى أن هذا خير فيقول هذا الداعي من الله وهو معذور، ولم يصل علمه إلى أن الشيطان يأمر بسبعين باباً من أبواب الخير، إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر، وإما ليفوّت بها خيراً أعظم من تلك السبعين باباً وأجل وأفضل.

وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله يقذفه في قلب العبد يكون سببه تجريد متابعة الرسول وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه وأرضاها له وأنفعها للعبد وأعمها نصيحة لله تعالى ولرسوله

ولكن أين أصحاب هذه العقبة؟ فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأول.

[الفوائد]

١ - بيان أن الإيمان يحمل على الإخلاص.

٢ - بيان أن من قاتل في غير سبيل الله فيه خصلة من خصال الكفر.

٣ - أن الكفار المحاربين من أولياء الشيطان.

٤ - بيان ضعف كيد الشيطان.

٥ - أن الشيطان يكيد للإنسان.

(الإربعاء: ١٠/ ٤/ ١٤٣٤ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>