وقال رحمه الله: وما زال خيار المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعيهم من بعدهم من الأمراء والمشايخ يتناوبون الثغور لأجل الرباط.
وكان ابن المبارك وأحمد ابن حنبل وغيرهم يقولون: إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما عليه أهل الثغور. فإن الحق معهم؛ لأن الله يقول (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وبالجملة، السكن بالثغور والرباط والاعتناء به أمر عظيم، وكانت الثغور معمورة بخيار المسلمين علمًا وعملًا وأعظم البلاد إقامة شعائر الإسلام وحقائق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان كل من أحب التبتل للعبادة والانقطاع إلى الله وكمال الزهد والعبادة والمعرفة يدلونه على الثغور.
(وَاتَّقُوا اللَّهَ) بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي: من أجل أن تفلحوا.
والفلاح: كلمة جامعة للفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب.